الصدر يراقب “ضعف إيران وتصدع الإطار”.. تقرير إماراتي يلوح بخطتين

استعرضت دراسة تحليلية موسعة نشرها مركز الإمارات للسياسات، المراحل التي مرت بها قرارات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الشهور الأخيرة، والسيناريوهات التي يمكن أن تحدد شكل دخوله أو مقاطعته للانتخابات النيابية المقررة الخريف المقبل ولكن المثيرة للجدل سواء لموعدها أو قانونها أو المتغيرات الكبيرة التي يشهدها الحوار النادر بين واشنطن وطهران، وهي معطيات ستلقي بظلالها على قرار التيار الصدري بنحو غير مسبوق حسب التقرير .
وجاء في الدراسة التي نشرها مركز الإمارات للسياسات:
يمكن الحديث عن سيناريوهين محتملين لمستقبل انسحاب التيار الصدري ومقاطعته العملية السياسية في العراق:
السيناريو الأول: استمرار المقاطعة وانتظار متغيرات سياسية كبيرة، من ضمنها تفجُّر الوضع العراقي الداخلي. هذا الخيار مطروح حتى الآن في ضوء المعطيات بوصفه موقفاً استراتيجياً يقوم على أساس انتظار متغيرات المرحلة المقبلة في ضوء التصدعات الداخلية، وضعف الموقف الإيراني واحتمالات التدخل الخارجي، بما يتيح للتيار الصدري أن يكون طرفاً في ترتيبات المرحلة المقبلة. إن اعتماد الصدر لهذا المسار يُحيل إلى توقعات بأزمة سياسية كبيرة تنتظر العراق قد تترافق مع مقاطعة غير مسبوقة للانتخابات المقبلة أو تنصُّل من إجراء الانتخابات نفسها، وسط اضطرابات اجتماعية وأمنية.
في المقابل يُقلِّل بعض المراقبين من تبعات قرار الصدر، مُشيرين إلى تجربة مقاطعته انتخابات مجالس المحافظات عام 2023، وعدم تأثير تلك المقاطعة على الوضع السياسي والأمني العام، ولا على إجراء الانتخابات.
السيناريو الثاني: عودة الصدر عن المقاطعة بعد الحصول على ضمانات سياسية داخلية وخارجية. مع أن مثل هذا الخيار مُستبعَد حالياً، إلا أنَّه ممكن في ضوء تجربة انسحاب الصدر من انتخابات عام 2021، ثم عودته للمشاركة فيها بعد توقيع زعماء الكتل السياسية على وثيقة التزامات باسم “الوثيقة الوطنية”، والتي أُهمِلَت بعد الانتخابات.
لكن في حال شعرت القوى السياسية المختلفة، وخصوصاً الشيعية، أن مقاطعة الصدر قد يَترتَّب عليها تداعيات أمنية وسياسية فادحة، فإنهم قد يُقدِمون على إجراء إصلاحات، سواء على مستوى قانون الانتخابات أو تعديل سياق فتوى الكتلة الأكبر،وقد تتدخل طهران في حال كانت مشاركة الصدر في الانتخابات تخدم مصالحها لحث القوى الشيعية على تقديم كل التنازلات المطلوبة من أجل مشاركته.
خلاصة واستنتاجات
يأتي إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحابه من المشاركة في الانتخابات ودعوته أنصاره إلى مقاطعتها في ظرف سياسي حسَّاس يمر به العراق على خلفية تداعيات الأوضاع الإقليمية، والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، سواء ضد إيران أو ضد المليشيات العراقية الحليفة لها. ولا يُمكِن عزل موقف الصدر عن التطورات الأخيرة على رغم وجود اعتبارات داخلية ساهمت في تنضيج قراره، أبرزها رفض قوى البرلمان العراقي التي حصلت على حضورها السياسي بعد انسحاب الصدر من البرلمان إقرار قانون الانتخابات الذي يعدُّهُ الصدريون أكثر عدالةً من سواه، وفازوا من طريقه في انتخابات 2021.
ولن يمضي إعلان الصدر الأخير من دون جدل سياسي، ومن دون تداعيات قد يقود بعضها إلى انسحابات ومقاطعات مُشابهة تضع القوى الحاكمة الحالية في موقف أكثر حرجاً، على رغم استبعاد هذا الخيار حالياً. وسوف تترتب على قرار الصدر تداعيات ونتائج مباشرة وأخرى تعكسها الانتخابات التي سوف تصبُّ إذا استمر الوضع الحالي في صالح حِفَاظ قوى “الإطار التنسيقي” على حضورها السياسي الحالي.